اتحاد الغرف العربية كرم في منتداه طلال ابو غزالة لتكريسه مفهوم المسؤولية الاجتماعية


الحاج حسن:على العالم أن يقوم بالواجب وليس المستحب


  وطنية - كرم الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، رئيس مجموعة طلال أبو غزالة للملكية الفكرية الدكتور طلال ابو غزالة، في افتتاح منتدى "المسؤولية المجتمعية للغرف والمصارف والشركات العربية"، برعاية وحضور وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، وبالتعاون مع مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية "ليبنور"، في مقر اتحاد الغرف (مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي.

وحضر الافتتاح الى الوزير الحاج حسن الوزراء السابقون: فريج صابونجيان، خالد قباني،الرئيس الفخري للاتحاد عدنان القصار، ابراهيم شمس الدين، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان صعب، رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي، عضو لجنة الحوار المسيحي الاسلامي الدكتور محمد السماك وأكثر من 150 شخصية رسمية واقتصادية لبنانية وعربية بارزة.

القصار
استهلالا، النشيد الوطني، فكلمة الرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية،الوزير السابق عدنان القصار، الذي قال:"نحن نعيش في وقت أحوج ما نكون فيه كقطاع خاص عربي جاهزين للقيام بالمسؤوليات الجسيمة التي تواجهنا على مستوى المسؤولية الاجتماعية، وللتقدم بالاقتصاد نحو خدمة الإنسان والتنمية الإنسانية اللائقة، في خضم أحداث غير مسبوقة تشهدها منطقتنا وتتداعى من حولنا".

وقال: "منذ أن بدأت مسيرتي المهنية، لطالما شعرت بمسؤوليتي ومسؤولية المؤسسات التي أتولى رئاستها للعطاء للمجتمع الذي يساعدنا في تحقيق أهدافنا المهنية. وحرصت دائما على إدخال ثقافة المسؤولية الاجتماعية في عملي الخاص، كما في جميع المواقع التي عملت فيها في رئاسة اتحاد الغرف اللبنانية، والعربية، والدولية. ونحن في مجموعة فرنسبنك كنا من أوائل المؤسسات الاقتصادية والمصرفية اللبنانية والعربية التي أدخلت مفهوم المسؤولية الاجتماعية في عملها".

ولفت إلى أنه "عندما سنحت لي الفرصة خلال رئاستي لغرفة التجارة الدولية خلال 1999 إلى 2000، سعيت جاهدا لإقناع مجتمع الأعمال الدولي بتبني "الميثاق الاجتماعي" (Global Compact)، الذي قمت بتوقيعه مع الأمين العام للأمم المتحدة وقتذاك، السيد كوفي أنان، وهو يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص والمؤسسات التجارية لتوائم عملياتها واستراتيجياتها مع مبادئ أساسية في مجالات حقوق الإنسان والعمل والبيئة ومكافحة الفساد".

نصراوي
ثم كانت كلمة لنائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصناعيين اللبنانيين جورج نصراوي، الذي أكد أن "لبنان يشهد أزمة وطنية واقتصادية، واجتماعية خانقة، حيث كل شيء من حولنا ينهار. الإنسان ينهار، اقتصادنا ينزف، والاستقرار يتهدد، والانعكاسات الخطيرة لتراجع العدالة الاجتماعيّة وكرامة الإنسان تطغى على كافة مفاصل حياتنا. لذا أجد أن الواجب يدعونا للعمل في العمق على تخفيض أوجاع المواطنين اللبنانيين، وكذلك على تحضير شبكة أمان تصون الاستقرار المجتمعي، وترتقي معها الحماية المجتمعية المتلازمة مع التنمية الاقتصادية، لتصب في خانة بناء وحدة المجتمع والوطن من خلال الإنسان اللبناني".

وقال: "تعطي جمعية الصناعيين، أهمية قصوى للمسؤولية المجتمعية، ولقد علمتنا التجارب، أن الأزمات الكبرى الاجتماعية منها على وجه الخصوص، إنما تعود في أسبابها إلى تحول رأس المال إلى وحش كاسر، وذلك حينما يبنى الاقتصاد على حساب الإنسان وليس في خدمته".

غزيري
كذلك تحدث في المنتدى، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المقاييس والمواصفات في لبنان (ليبنور)، المهندس حبيب غزيري، فلفت إلى أن "إدراكا منا، بأهمية موضوع المسؤولية المجتمعية، على المستوى الوطني والاجتماعي والاقتصادي، عملنا في مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور)، ومن خلال المشروع المعروض من ISO وبمشاركة من خبراء دوليين، في مساعدة مؤسسات لبنانية على تطبيق مفهوم مواصفة الـ ISO 26000، ووضع خطّة عمل واضحة تغطّي كافة جوانب هذه المواصفة وتدريب عدد من الخبراء الوطنيين".

أبو غزالة
أما رئيس مجموعة طلال أبو غزالة للملكية الفكرية، الدكتور طلال أبو غزالة، فأشار إلى أن "المسؤولية الاجتماعية، هي تجسيد لعلاقة الشراكة للشركة الصالحة والمواطن الصالح في المجتمع، كما وأنها نتائج إدراك الفرد والشركة بفضل المجتمع والتعبير عن الامتنان لذلك الفضل".

وقال:"المسؤولية الاجتماعية تعني دمج القيم والاعتبارات الاجتماعية في الأنشطة اليومية والإستراتيجيّة للأعمال بحيث تصبح الضمير العملي، وهذا ما أثبتته تجربة مجموعة طلال أبو غزالة".

وأوضح ابو غزالة أن "المسؤولية الاجتماعية، هي إحدى أدوات التوازن الاقتصادي في المجتمع، بل إنها نشأت لهذا الغرض"، معتبرا أنه "لا قيمة للانتقاد، تجاه من يؤدّي المسؤولية الاجتماعية ويستفيد في الوقت ذاته إعلاميا أو معنويا، ولأجل ذلك على المنتقد أن يؤدي هذا الواجب فيفيد ويستفيد مباشرة أو بطريقة غير مباشرة".

الحاج حسن
وختاما تحدث راعي الاحتفال وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، فأشار إلى "أننا عازمون على الاستمرار في البناء والتقدم والتطور، بمعزل عن الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان والمنطقة العربية برمتها".

وقال: "في الوقت الذي نتحدث فيه عن المسؤولية المجتمعية، فلا بد في الوقت ذاته،ألا نتغافل عن مطامع العدو الصهيوني الذي لا ينفك، عن ممارسة الاعتداءات اليومية في غزة وفي لبنان. كذلك لا بد من الإشارة إلى خطر الإرهاب التكفيري، الذي لم يأت من فراغ، ولم يهبط علينا بالمظلة، بل جاء بالطائرات والتسليح المدروس، مما أدى إلى قتل وتشريد آلاف بل مئات الآلاف، قبل أن يستفيق مؤخرا المجتمع الدولي، ويعي خطر هذا الفكر الإجرامي، من دون أن يتخذ لغاية الآن القرارات الحاسمة التي تردع تلك الجماعات الإجرامية".

وأمل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنتهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت ممكن. ودعا إلى "الكف عن تعطيل عمل المجلس النيابي من أجل العودة إلى التشريع، وتسيير مصالح الدولة والمواطنين".

وتساءل: هل يعقل في القرن الواحد والعشرين، أن نعاني من الظلمة والعتمة والفقر والبطالة والمجاعة؟ لافتا إلى أن "أفضل تعبير عن المسؤولية المجتمعية، هو العمل المستحب الذي نقوم به بعد الواجب. فنحن في مجتمعاتنا نحتاج إلى أن نقوم بالمسؤولية الواجبة، وذلك يجب أن يبدأ من الدولة ومؤسساتها أولا، ووصولا إلى الشركات والقطاع الخاص، لأن الدور الذي يقوم به القطاع الخاص لا يكون مؤثرا وفاعلا، ما لم تقم الدولة بواجباتها والعكس صحيح، علما أن الواقع لا يجب أن ينسحب فقط على لبنان، بل على البلدان كافة".

وتابع: "لأننا نتحدث عن المسؤولية المجتمعية، فيجب أن نقول الأمور كما هي، إذ ليس معقولا في عصرنا هذا أن يكون نصف العرب أميين، وربعهم وأكثر تحت خط الكفاف وليس الفقر، في أمة تصدر ثلث إن لم يكن نصف بترول العالم".

ولفت إلى أن "أعداد الجياع في العالم إلى تزايد، وهو وصل إلى ما بين مليار ومليار و200 مليون، كما وأن الهوة بين دول الشمال والجنوب تزداد يوما بعد يوم، في حين أنّ نفقات التسلح تزيد عن الألفي مليار دولار في العام، وعلى هذا الأساس لا بد وأن نوجه اللوم إلى قادة دول العالم الذين يتحدثون في الملأ عن أجمل المبادئ وأرقى المعايير الإنسانية، في حين لا يكلفون أنفسهم عناء تطبيقها".

وختم: "يجب على العالم أن يقوم بالواجب وليس المستحب، وفي حال قام العالم بواجبه، لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من فقر وأمية وتدمير".

دروع تكريمية وشهادات تقديرية
إلى ذلك، تخلل المنتدى، تقديم درع تقديري من القصار، إلى أبو غزالة، ل"دوره البناء في تعزيز وتكريس مفهوم المسؤوليّة الاجتماعية عبر مؤسساته ومبادراته الرائدة، التي تصب في خدمة المجتمع العربي".

كما قدم أبو غزالة، درعا تكريميى إلى القصار، وذلك تقديرا لدوره الاستثنائي في مجال المسؤولية المجتمعية، وفي خدمة الاقتصاد اللبناني والعربي.

كذلك تم تقديم درع تكريمي، من قبل مؤسسة المقاييس والمواصفات في لبنان (ليبنور)، إلى وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج. وأيضا تم تقديم دروع تكريمية وتقديرية لعدد من ممثلي الغرف والمصارف والشركات الراعية والداعمة للمنتدى.

جلسات العمل
وتضمن المنتدى، ثلاث جلسات عمل، شارك فيها نخبة من الشخصيات الأكاديمية والاقتصادية العربية واللبنانية البارزة.

وقد حملت الجلسة الأولى عنوان "دور الغرف العربية في دعم ثقافة وسياسات وممارسات المسؤولية المجتمعية"، أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "المسؤولية المجتمعية ودور المصارف العربية"، بينما الجلسة الثالثة فكان عنوانها "الشركات ودورها في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية".

وتم في ختام المنتدى، الإعلان عن التوصيات والنتائج التي توصل إليها المؤتمرون، ولا سيما في ما يخص ترسيخ مفهوم المجتمعية في عمل المؤسسات والغرف والشركات والمصارف العربية.

http://www.nna-leb.gov.lb/ar/pictures/24086/اتحاد-الغرف-العربية-كرم-طلال-ابو-غزالة