أبوغزاله في الأمم المتحدة (N.Y): الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء سيغيران العالم

نيويورك - قام سعادة الدكتور طلال أبوغزاله رئيس المجلس الفخري لاتحاد التحضر المستدام (CSU) والرئيس المشارك لمبادرة شبكة الأمم المتحدة لتكنولوجيا الرقمية من أجل التحضّر المستدام (الشبكة 11)، بتسليط الضوء على التقنيات التي ستحدد العقد القادم والجيل القادم من القادة.

جاء ذلك خلال كلمته الرئيسية في مؤتمر "دور التكنولوجيا وتنفيذ الاجندة الحضرية الجديدة لتحقيق التنمية المستدامة" الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث ناقش الدكتور أبوغزاله عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الذكية الآنية والسيارات بدون سائقين والروبوتات والإنترنت عالي السرعة.

وقال الدكتور أبوغزاله: "لقد لعبت دورًا كبيرًا بصفتي الرئيس السابق لفريق عمل الأمم المتحدة المعني بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية التابع للأمم المتحدة في صياغة الأهداف الإنمائية للألفية، والآن لدينا أهداف التنمية المستدامة SDGs)) والتي هي ميراث للمهمة السابقة للأمم المتحدة ولي أيضا، وفي كلتا الحالتين، أعتقد أن ما نحتاجه وما كنا بحاجته هو أن ندرك أننا في ثورة متطورة من تكنولوجيا المعرفة وكان ينبغي أن يكون الهدفان أكثر تركيزًا وبرأيي لا يوجد محرك للتنمية المستدامة باستثناء التكنولوجيا."

وقال: "وضعت آرائي في كتاب عن عالم المعرفة الشجاع الذي سنعيش فيه جميعا بطريقة مختلفة عما نعيشه اليوم".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى جيل من الشباب الواعي والمبدع للقيام بالمهمة، لجعل الأفكار تتحقق ولهذا السبب أنشأنا أداة على شكل جامعة وهي" كلية طلال أبوغزاله الجامعية للابتكار" حيث يتعلم الطلاب فيها كيفية الابتكار ويتخرجون منها من خلال اختراع، لا عن طريق الامتحانات. وأنا أؤمن دائما بقوة الشباب في صنع التغيير الذي نحتاجه".

ووفقا للدكتور أبوغزاله: "إن هذا مفهوم جديد لاتجاه جديد والذي تحدثت عنه سابقا في حديثي لطلاب جامعتي هارفرد و MIT وقلت بأن هناك خللا ما في مهمة التعليم في الجامعات العريقة والتي لم تتعلم الدرس بعد من كثرة عدد الطلاب الذين ينسحبون من الجامعات دون الحصول على الشهادة والذي يعزى الى أن العالم يحتاج الى مخترعين ومبدعين وليس مجرد متعلمين لأنك تستطيع أن تتعلم بنفسك ولا تحتاج الى مدرسة لكي تتعلم."

وقال يسعدني أن أعلن بأننا اليوم نركز على التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة حيث هناك نقاش للشراكة مع موئل الأمم المتحدة بتوجيه من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOC) بين القطاع الخاص والأمم المتحدة ضمن مشروع لتنفيذ هدف التنمية المستدام 11.

وشدد الدكتور أبوغزاله على ضرورة تبني التكنولوجيا لأنه الطريق إلى مستقبل أفضل وقال: "في هذا السياق، تعتبر التكنولوجيا كل شيء وقد حظيت بامتياز أن أكون ضمن جلسة حوارية مع بيل غيتس وسألته كيف تصف ما تبقى من هذا القرن وأجاب: الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت الحاضر، الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء هي التي ستحدث التغيير في العالم. وإذا أردنا وضع التنمية المستدامة على مسارها الصحيح، علينا أن نرى كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي ضمن وسائل انترنت الأشياء أن يوصلنا الى حيث نريد."

وناقش المؤتمر الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية واتحاد التحضر المستدام ومجموعة طلال أبوغزاله والمعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين بنيويورك (AIA) تأثير التكنولوجيا على المدن الآن وفي المستقبل والنظر في كيفية استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمدن وتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة.

وقال: "تلعب التكنولوجيات الجديدة دورًا كبيرًا وحيويًا في تحديد مستقبل الحياة الحضرية واستدامتها. فالبرمجيات لا الأجهزة هي التي ستحدد الخطوة التالية في حياتنا اليومية والعمل والترفيه، بل هي مزيج من التقنيات التي ستخلق البيئة الصحيحة لنا جميعا. كما أنني محظوظ لأنني عضو في المجلس الاستشاري لصندوق الأمم المتحدة للتأثير الاجتماعي والذي نناقش فيه التنمية وأثرها على المواطنين.".

وختم الدكتور أبوغزاله حديثه بالقول: باعتقادي ان هذا الاجتماع يجب أن يكون بداية جعل التكنولوجيا هي الآلة والمحرك والأدوات لجميع أهداف التنمية المستدامة والتي تتصل ببعضها البعض من خلال عامل تمكيني واحد يسمى التكنولوجيا. في عام 2050، سنصل الى عالم التوحد (Singularity)، وهي حقيقة غفلت عنها أهداف التنمية المستدامة وعلينا التعامل معها بكل جدية."

كما ترأس الدكتور أبوغزاله فريق مبادرة "التكنولوجيا كوسائل للتنفيذ في المنطقة العربية: شبكة 11" حيث أكد أن العالم العربي يحقق تقدمًا واضحًا نحو تبني التقنيات الجديدة.

وقال: "نحن نستفيد من وجودنا القوي في جميع أنحاء العالم مع ما يزيد عن 110 مكاتب في الترويج لأحدث التقنيات في العالم العربي وقد لاحظنا استجابة قوية من الجميع لتبنيها لأن هذا هو المستقبل".

 وأُطلقت الشبكة 11 في برشلونة في عام 2015 بهدف تشجيع تبادل الخبرات والممارسات الجيدة في استخدام التكنولوجيات الرقمية لتحقيق التحضر المستدام والمساهمة في المناقشة التي جرت في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (الموئل الثالث) والأجندة الحضرية الجديدة.
وشارك عدد من الخبراء من جميع أنحاء العالم في المؤتمر الذي يهدف إلى تحليل التحديات والفرص والاتجاهات لكيفية تشكيل هذه التكنولوجيا المتقدمة للمدن.