خلال البرنامج الأسبوعي "العالم إلى أين؟ الذي يبث على "روسيا اليوم" أبوغزاله يؤكد أن ما يواجهه العالم الآن هو الكساد الأكبر في تاريخ البشرية

عمان - استذكر الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال العربي، الدكتور طلال أبوغزاله، ما قاله عام 2017 عن الأزمة الاقتصادية الحالية والتي يمر بها العالم، قائلا: "جميعنا نعرف أن العالم قد واجه ما عرف بالكساد الكبير عام 1929 واستمر لمدة خمس سنوات، ولكن ما أعتقده أنا، ونبّهت منه منذ أربعة أعوام، هو أننا بصدد مواجهة الكساد الأكبر في تاريخ البشرية عام 2020، وهذا بالفعل ما يحدث الآن".

وأوضّح أبوغزاله، في حلقة جديدة من برنامج "العالم إلى أين؟" الذي يبث أسبوعيا على تلفزيون "روسيا اليوم"، أنّ الأزمة الاقتصادية المسببة للكساد الأكبر، تفاقمت مع جائحة كورونا، مّؤكداً أن كورونا ستعيش معنا زمناً طويلاً، لأن من طبيعة هذا المرض أنه يستمر في دورانه حول العالم.

وبيّن أنه وبحسب الخبراء لا يمكن التخلص من كورونا إلّا عند إيجاد لقاح مضاد، ثم فحصه والتأكّد من فاعليته وسلامته على الأفراد، ثم إعطائه لكلّ سكان الكرة الأرضية في آن واحد، وهذا مستحيل، مما يؤكد أن هذا المرض سيعيش طويلاً، وعلينا التعايش معه، وإيجاد حلول للتغلب على الأزمة الاقتصادية.

واقترح أبوغزاله أن تشكل كل دولة غرفة طوارئ لمواجهة الأزمة الاقتصادية، تتألّف من فريق اقتصاديّ متفرّغ، لمثل هذه الأزمات.

وعن الأزمة الاقتصاديّة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكيّة، والتي تعتبر قائد العالم وقاطرة الاقتصاد العالميّ، قال أبوغزاله: "إذا عطست أمريكا أُصيب العالم بزكام، فيكفي أن تشعر أمريكا بالضرر، ليتدمّر العالم اقتصادياً"، مشيراً إلى أن أمريكا أعلنت انخفاض الناتج المحليّ بنسبة 33% في الربع الثاني من هذا العام، وحسب المعايير الاقتصاديّة العالميّة، فإن استمرار انخفاض الناتج القوميّ لأيّ دولة خلال رُبعي العام يعني دخولها في كساد اقتصاديّ، وهذا ما أعلنت عنه أمريكا، وهو أنها تواجه أكبر كساد في التاريخ.

وسلّط أبوغزاله الضوء على أبرز عيوب الجانب الأمريكيّ، والتي تحول دون معالجة أزمته الاقتصادية، فذكر أنّ سلطات الرئيس الأمريكي محدودة، وأن الكونغرس الأمريكيّ هو من يتخذ القرار، لذا هناك مشكلة في إدارة الاقتصاد الأمريكيّ بشأن سلطة اتخاذ القرار بين ترامب والكونغرس. 

وأضاف أن ترامب لا ينفك عن اتّهام الصين بالوقوف وراء كلّ كارثة وأزمة في أمريكا، الأمر الذي لا يفيد في علاج الأزمة، مشيرا إلى أن أميركا ليس لديها رؤية واضحة، على عكس الصين التي قامت بتحديد رؤيتها في مشروع الحزام والطريق الذي يعتبر خطتها للهيمنة على التجارة العالمية.

وتوقّع أبوغزاله أنّ أمريكا ستواجه التخبط والتضخم والبطالة وانهيار في المؤسسات، حيث أن إحدى الدراسات أكدّت أن إفلاساً سيحدث بنسبة 40%، نتيجةً لهذا الانهيار الاقتصادي، أي ما يعادل مجموع حجمَي الاقتصادين الأمريكي والصيني سويًا.

وخلص أبوغزاله إلى أنّ قيادة العالم هي للأقوى اقتصادياً وليس عسكريًا وسياسيًا، مشيراً إلى أنّ الدول التي ستتمكن من مواجهة هذه الأزمة، هي الدول القادرة على أن تدعم تجارتها الخارجية، وتخفّض من وارداتها.